الكُتبُي (ذاكرة الأرشيف)

دفاتر التنوير والحداثة العربية

السويس وحرب الأيام الستة

السويس وحرب الأيام الستة1السويس وحرب الأيام الستة2

وجدت كل شئ أمامى يتحول إلى لهب. النيران تتصاعد الى السماء .. ونزل الرجال الى الأدوار السفلى. ودخلوا الخنادق فى انتظار توقف الضرب .. لقد تحول المكان الى جهنم! ولكن لابد من مكافحة النيران حتى لا تأكل كل شئ. ويصف أحد الرجال الذين ساهموا بجهد كبير فى عمليات اطفاء الحرائق، والذى قاد بنفسه عمليات المكافحة فى شركة السويس لتصنيع البترول وهو الكيماوى الشاب جودة عطية شاهين مدير الأمن الصناعى، يصف اللحظات الرهيبة فيقول : لم نكن نتخيل أن ندخل مثل هذه المعركة مع النيران .. ولكن عندما بدأ العدوان وزعنا عربات الاطفاء فى أماكن مختلفة، حاولت أن أخرج لاستكشاف الموقف، ولكن الضرب كان شديدا ومركزا، وفى الساعة الرابعة خف الضرب بعد أن استمر حوالى 90 دقيقة متواصلة .. انتهزنا الفرصة وخرجنا الى النيران، بدأت أكون فكرة سريعة للذى حدث، وقررت أن نبدأ عمليات الاطفاء فى الأجهزة لأنها الأغلى والأكثر خطورة.. ثم نتفرغ بعد ذلك للمستودعات. واستمر الرجال يعملون وسط النيران. كانوا يلتحفون بالبطاطين ويندفعون حتى يمنعوا انتشار الحرائق الى أماكن أخرى. وأثناء عمليات الضرب. القذائف تنهال فى كل مكان. نجح الرجال فى عزل الزيوت. واطفاء عدد من المستودعات. وتحديد خط واضح للحرائق. وكان الرجال يكافحون النيران، ولا يعلمون شيئا عن بعضهم. كانت عواطفهم مقسمة بين مصانعهم التى تحترق، وبين زملائهم الذين لا يعلمون عنهم شيئا.

من كتاب السويس وحرب الأيام الستة
على شحاته

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

– الصفحات الأكثر مشاهدة –

نهر الرماد

اكتب عنوان البريد الإلكتروني لمتابعة الكتبي ذاكرة الأرشيف واستلام تنبيهات التدوينات الجديدة بالبريد الإلكتروني.

انضم مع 93 مشترك

– أرشيف الكتبي الشهري –