حوليات العالم المعاصر (السجل الشامل لعام العبور1973)

اذا فصلنا هذه الأحكام العامة وغيرها الى جزئيات فاننا نستخلص الأسباب الحقيقية للهزيمة أولها قيام حكم الفرد المطلق وما يستتبع النظام الدكتاتورى من قيام طبقة جديدة مستفيدة باسم الثورة احتكرت لنفسها النفوذ والثراء بلا حدود فى مقابل احاطة الزعيم بهالة من القداسة لهذا اعتبرت كل الذين يقفون خارج هذه الدائرة المغلقة متربصين بها ولها، فلم تتورع عن استخدام أعتى وسائل القمع للمحافظة على وجودها حتى أنها كانت تصدر القرارات والأوامر الجمهورية المكتوبة والشفهية من وراء ظهر رئيس الدولة؛
وباسم الدفاع عن الاشتراكية ومحاربة الاقطاع والرجعية واستخدام سلاح الحراسات ومنح القانون أجازةاستبيحت كل الحرمات التى امتدت اثارها المعنوية والمادية المخزية الى أكثر البيوت، وفى كل بيت كان هناك محارب على جبهة سيناء أصبح يعتبر نفسه مسخرا للحفاظ على هذا الكيان وما يمثله من مظالم ومفاسد لهذا لا عجب اذا وجدنا هذا المحارب فى حيرة من أمره، حتى اذا كان الانسحاب الشامل أصبح لا يفكر الا فى انقاذ نفسه، فمن ثم تحول الانسحاب الى فوضى مجنونة ضاعفت من آثار الهزيمة.

من حوليات العالم المعاصر (السجل الشامل لعام العبور1973)
احمد عطية الله